قلمي لا يُجيد لغة السعادة

من كلماته راحةً ولا إفادة ..
فقد أصبحت كتابة الآلامِ لديه عادة ..

يالِ ثرثرة هذا القلم الغريب ..
لا يكتب إلا ما يجلب الهم والنحيب
يالِ ثرثرة هذا القلم الكئيب ..
ليس لكآبته من طبٍ ولا طبيب
يالِ ثرثرة هذا القلم المُحزن ..
كان وما يزال للأحزان مُدمن
ولكتابة الأوجاع مُتقن ..
أسقمني معه بمرضه المُزمن
وليس لكلينا دواء مُسكن ..

يا ليت هذا القلم لم يكن أمامي ..
عندما حزنت أول مرة
ويا ليت الأوراق لم تكن بجانبه ..
ليُدون عليها مرارته المستمرة
يا ليته على الأقل .. 
يكتب مرةً عن سعادتي الغير مستقرة ..
يا ليته يهجر الكتابة عن آلامه المُرة
ويا ليته يهجر الكتابة عن قلبي المكبوتِ
كمِثل كبْت الصدفة للدُّرة ..
وها هو الآن يُدوّن ألمه منه .. ويُعيد الكرّة ..

قلمي لا يُجيد لغة السعادة أو البسَمات .. 
قلمي لا يُفرّط بكتابة المآسي والصدمات ..
يُجيد تدوينها بأقسى الصُور والكلمات ..
لا يترك فرصة لنسيانها .. يتذكّرها حتى الممَات ..
يا ليته يكتب يومًا عن إشراقة الشمسِ ونموِّ النبات
يا ليته يومًا يتركني أنام بعُمقٍ في راحة السُبات
يا ليته يصمُت فقط .. ويرمي كلماته في سلة المهملات
آه من هذا القلم اليائِس من الحياة ..

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اللغة ذاكرة الشعوب .

سؤدة الموبوئين ~

الجزء الثالث من رواية " أنا مريم"