التخطي إلى المحتوى الرئيسي

طعمُ الفراقِ مرٌ فهل تعرفُه ؟

طعمُ الفراقِ مرٌ فهل تعرفُه ؟





بدح العذل على كاهلي حين الوداع ضُحًى 
وقالَ: تُب عن أمركَ نوائبُ دهرنا معًا حلاوتُه 
فاتخذتُ الأسى دربًا وزدتُ شقاوَتهُ 
وحُرقة أدمعي تذوقُ مدامِعَهُ
قلتُ: إي والله ما تنطقُ كذِبًا
ولكن البينَ يختارُ موضعهُ

وإذا قيلَ لي تجرعتَ البينَ؟ قلتُ بلا !
وهو ذنبي فلستُ أنكرهُ
وإذا جرى الدمع مني ألف ساحةٍ
واستبقت الدموع دموعًا وبانَ مضنايَ 
دعوتُ الله فِي سرٍ وبالقلبِ مركزهُ 
والخاطرُ المكسُور أضحَى يعتِّمهُ 
ويلِي! محيَّا خِلي لا يُفارقني 
وكلما استذكرتُ المُحيا مرٌ أُجَرَعُه
رغمَ الحلاوةِ والشهدُ يقطرُ من نواعِسهِ 
طعمُ الفراقِ مرٌ فهل تعرفُه ؟ 


وسرتُ في صحراءِ الرزايا والذنبُ يقتلني
وعمتُ في ماء خطيئتي إلا وأذكرُهُ 
أستودعُ الله في رياضنا قلبًا من الحسن جوهرهُ
وأعيذه بربي من شرٍ فلا تضيعُ ودائعهُ


ومضيتُ أقلبُ الدهر بخافق استهل مواجعَهُ
ويعُد الفؤاد الأيام عدًا فلستُ أصبِّرُهُ 
إي والله هذا الصبرُ منقطعٌ 
لا أكذبُ نال اليأس منِّي مطلعَهُ
ورغم البعاد في القلب شيءٌ من الرجاء 
فعسى ضناي يزول حين أبصرهُ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اللغة ذاكرة الشعوب .

سؤدة الموبوئين ~

الجزء الثالث من رواية " أنا مريم"