~ بُلـهـنِيةُ القنُوع ~


قصري المُشيَّد

فِيهِ مضَى عمري القصِير, لا يتبعُ العادات ولا التَّقالِيد ..
فِيهِ حِلكةُ الليل الغَاسِق, فيه أناشيدُالغَمِّ القاصِد ..
ولوحاتٌ رسْمُها على جسدي الهزِيل, أثبتَت كدحَالضعِيف ..
فيهِ بِذرة, أو بُرعمُ بَهجة, فيغمرُني بتَيمٍعفِيف ..



*

~ بُلـهـنِيةُ القنُوع ~



قيحُ المعاشِ فاضَ من أنسجةِ جسدِ قصِير 

خلَّفَ بعدهُ ألمًا كبيرًا وكبِير
فهُنا نستنشقُ البارُود غصبًا، وأنتُم تشمُون العبِير
شابَ من هول المصابِ،
هذَا الصغيرُ قبل الكبير ! } 



اكوهدَّ بنانِي
تدافعَت عبراتِي 
تستبقُ المآقِي 
فِي زمهريرِ ليلِي الباقِي 
قلبي ينبضُ بانتِفاض 
لا سقفَ يحمِيني 
من البردِ يؤوينِي 
ولا شمسَ تأتينِي 
من حيثُ أحتسِب ! 
نارُ الفقرِ أشعلَت دارِي 
والنقعُ أعيَى ثِيابِي
قميصٌ شابَ قهرًا 
ظنَّه الميارُ ثوْب أسْرِ
وثباتِي يؤزهُ جنانِي 

قالُوا أطفَال ! 
والطفلُ طفلٌ بالدِلالْ 
لا الطفولةُ أيامًا تُقال 
فلقَد تَخِم طفلٌ من الأهوَال 
ما لَم يرتسِم منظرهُ بأعينِ رِجال 
وهالاتٌ من الأشجانِ تعصفُ بالمُحيط 
هدأةٌ صاخبةٌ جافتْنا الأمان 
هُنا يرتسمُ البؤس على وجوهِ الناظرِين 
فيفيضُ بهم الغمُ والسؤالُ كان: 
بأي ملامح يعيشُون ؟ 

أوَّاهُ كم هيَ تؤلمنِي 
كلاليبُ البؤس تجرفنِي 
وحُطامُ خردةٍ يسحقُني 
وأيُ وبَال ! 

قصري شُيِّد على رُكام
فِيه من الرمادِ أكوَام
فِيه خُردة باليةٌ...
عاثَها مرُّ الزمَان
صفائحُ من حديدٍ 
أعيَت هذا المكَان

فِي الوجدانِ ينبعثُ نشيجُ الطفولة 
وأعينٌ بريئةٌ تلهفُ للألوان 
تبغِي الصخَب، ضحكًا وابتِسام 
لا صمتَ الجمادِ، أو عيشًا بلا آمال } 

قبسٌ من الدفئِ أصمَت الضنَى 
فاجتاحَ القلبَ سَعدٌ, وغنَّى الهوَى 
وانزاحَ من ضيقِ عيشِي جمعُ الجوَى 
تلفازِي تربعَ قصرِي 
أبهجنِي من حيثُ أبغِي 
أحنَى لِيَ كلَّ حزنِي 
تلفازِي كنزُ قصرِي 

فحيِّ حياةً بُنيَت على آلام 
وصاغهَا فخرًا براعمُ الرِجال 
تصدحُ أملًا ورغمَ المهان 
تصخبُ عزًا ومن دون مال
عصينَا الدمُوع 
وهذَّبنَا النفُوسَ
ورغمَ قرع الجُوع
نحنُ أقوى من أن نهان 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اللغة ذاكرة الشعوب .

سؤدة الموبوئين ~

الجزء الثالث من رواية " أنا مريم"