روحٌ يُكلِّلُها الصمود ♡°


مدخل /لاتستلم لمعاول الظروف ،
أكمِل سيرك بحزمٍ 
وارمي بالبلادةِ عرض الحائط



روحٌ يُكَلِّلُها الصمــود


أرى مشهدًا من المشاعرِ كدخانٍ رماديّ ينبعثُ من جُثثِ المعادنِ المتراكبةِ فوق بعضها،احتكاكُ تلكَ القطعِ الحديديةِ المهترئةِ تُحْدِثُ صخبًا يُثيُر الغيظَ والشفقةَ في آنٍ واحدٍ ، لَكأنَّها مقبرةُ أرواحِ أُناسٍ أنهكها الإعياءُ ، وعبثَ بها الفسادُ فأصبحت غارقةً في سوادِ اليأسِ ، متوقفةً عن الإبتكارِ والإنجازِ تنظرُ بعجزٍ وترقدُ في كسلٍ .



ذلك الصبيُّ يعيشُ في أجواءٍ مختلفة عمَّن حوله، في حكايا تمتلأُ طُهرًا وسلامًا وتزخرُ بالإيجابية !


فرغمَ المراوحِ المعطَّلةِ حوله يكسوها البلادةَ والخمول إلاَّ أنَّ مروحةُ عقلهِ صالحةً للتفكير
لم يستسلمْ لطوارقِ الزمانِ لينهارَ ، فكلُّ الشاشاتِ توقفتْ عنْ نبضِ الحياةِ إلا شاشةً تعكسُ مافي قلبهِ الطيِّب المنير،كبدرٍ تجلَّى بين الظلماتِ يضخُّ أكسجينَ الأملِ في وحشَةِ المكانِ الكئيبِ
لم يُعِرْ رياحَ الشَوشَرَةِ اهتمامًا،إذْ تميلُ به إلى السواد تارة وإلى البياض أخرى،لم يترك الأفكار الضبابية الموحشة تتجوَّلُ في غاباتِ عقله لتعيثَ داخلّهُ خرابًا ، فعزْمُه حديديٌّ يمنحَهُ قوَّةَ التمسُّكِ بطمُوحِهِ فهوَ لم يجعل شريطَ الماضي المَرِيرِ يَفُتُّ في عَضِدِهِ وَيطْحَنُ وَجْدَهُ، فيَحُطُّ همَّته الوَهَنْ ويُضعِفَ فُؤادَهُ الحَزَنْ.

فكّر في أن لايستسلمَ لواقِعه فبادرَ بالعملِ واستخرجَ من أكوامِ الآلاتِ مايُحاولُ ترْمِيمَهُ؛ لِيمْلأَ وقْتَهُ فَائِدَةً وأُنْسًا مَحْفُوفًا بالتَفَاؤُلِ .

لايعلمُ ذلكَ الصَبِيُّ مايدورُ حولَهُ بالضبط ؟!

إلاَّ أنَّه يتشبَّث بأيَ حظٍّ حَسنٍ يصادِفَه، يسعى جاهدًا للعملِ في حاضرِه ويُثابرُ بصبرٍ جميلٍ، يُقبِلُ بشغفٍ نحْوَ تغيير المستقبلِ
يُحاوِلُ شدَّ زِمامَ أملِهِ نافضًا عنْهُ غبارَ اليُتْمِ،فلاتَسْتَوقِفَهُ سِوى الأقْدَارِالتي تُجْبِرَهُ حِينًا أنْ يُثنِي رُكْبَتيهِ جالسًا على عرْشِ الابتسامةِ المتوهِّجَةِ احْمِرَارًا مابينَ إصرارٍ واستسلامٍ 
يَرقبُ أحلامًا هي قيدُ الانتظارِ !





مخرج /
كن ذئبًا يقتنصُ الفرص
واستعد للانطلاق!
متى مافُتحت أبوابُ الأملِ أمامك 
اركض دونَ هوادةٍ 
واقفِزْ بشغبٍ معانقًا أنوارَ السعادةِ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اللغة ذاكرة الشعوب .

سؤدة الموبوئين ~

الجزء الثالث من رواية " أنا مريم"