لمن يكتب أو يفكر بالدخول لعالم الكتابة (لماذا نكتُب ؟؟ )



لماذا نكتُب ؟؟ 
نحن الكتاب ألِفَنا الأدب وألِفناه_وسواءً برعنَا فيهِ أم لا_ يجمعنا حبُ ملقاه !
وإن أكثر ما يثير فضولي ويجعلني أشد "حماسة" لكتابة هذا الموضوع، هو رغبتي "الشغوفة" في معرفة أسباب الذين يكتبون للكتابة !
وسواء لقي الموضوع إقبالًا أم لا، أنا أكتبه لأنني أريد أن أكتبه والتفكير بهذا فقط يجعلني أشد إصرارًا =")



أمرٌ عظيمٌ يا إلهي !!! ..
سواءٌ خربشتَ بعفوية، أو كتبت على مناهج محددة، ولملمت ما طاب من أسلحتك البلاغية، وسعدت أو شقيت بهذه النتائج، ما يجعلكَ تفعلُ هذا ؟!!
إن التعمق في كتابات العظماء هنا تلهمني وتشحن شغفي، في معرفة إن كان لي أحقية البقاء هنا بالنظر لأسباب دخولي عالم الكتاب . 


إنهم يكتبون !!


:: الدنانير تسيء للأدب ::

أشخاص يكتبون لدوافع مادية )

من يبرع في مجال الأدب "إعلاميًا" _ بغض النظر عن مقاييس البراعة التي يحددها أجهل البشر بالأدب_ يذاع صيتهم تحت عنوان الفنون، فيكتبون ويكتبون، وكثيرٌ منهم يتبجحون، فيتصرفون بهذه الموهبة بأسخف التصرفات. 
لا نقول في خدمة الفساد ونخلق قضية لا تستحق النقاشولكن في تضييع الأبجديات الثمينة في سفاسف الأمور، وسواءً كانت تستحق أم لا يلاقون عليها الاستحسان والثناء.
وهذا كله حلقة مفرغة من البلاهة لا شأن لنا فيها، وليس عجيبًا إن كان روادها هم عبدة الاموال الأوفياء.


:: الكتابة لنصرة الحق ::
بواسل يخطون الكلمة، فتحيي همة، وبها تنهض أمة )

من ناحية أخرى، إن فصاحة اللسان وعظمة البيان لهما أكبر الدور في الإقناع، فمن قال حسنًا وهو على خطأ أجبرك في التفكر بقوله ومراجعة حُكمك!
والنقيض صحيح فكثُر أن نسمع كلمة الحق بلسان ضحِلفنحسبهُ جاهلًا وما هو إلا جهلٌ منا والله المستعان.
فهنا يا صحبُ نجد دوافع أخرى أكثر نبولًا للكتابة، إن من يجهد قريحته الفضلى في نصرة الأمة، أو دعم رأي صائب، أو فضح زيف لاعِب، ببلاغة قوله وعظيم شأنه لا يستحق إلا كل الاحترام والتقدير! 





:: يشعرون بالألم ::
الألم الحقيقي هو الذي نعجز عن بوحه )

وتحت ضغط الوجَع وتكابل نوائب الدهر، وفي غياب الصديق الناصح والأنيس الوفي تتفجر الأبجديات من مدامعنا، إن البوح للورق أسمى بوح وأريحُ فضفضة. 
لقد وجَدنا فِي هذهِ الأوراق معنَى الخُلَّة والصُحبة، وعلِمنا فِيها كيف يموتُ الضمير وكيفَ يصحُو ، وكيفَ يعيشُ الإنسيُ أو يهلك، كيفَ ينامُ اليتِيم وكيفُ يصرخُ الأخرسُ وكيفَ يدمعُ الحجَر!



إن في الكتابةِ تحت ضغطِ الشجَن آفاقٌ فتحتْها لنَا الظُروف


، فأدمنَّا سكراتَها وألِفنا الرُقاد بينَ جنباتِها، ولعلنا رغم بهجتنا بتفريغِ همومنا على أكف الورق أقل الناس حظًا إن عشنا في أوهامِ الوحدة! 



:: أنا لستُ بليدًا ::
يكتبون ما يشعرون به لأنهم عاجزون عن الإفصاح )


قابلتُ الكثير من العينات التي تتبع هذا المسَار، وخصوصًا في المدرسة أي من فئة المراهقين، وغالبًا ما كانت قراءتي لكتابات بعضهم "المُتواضعة" عن طريق الصُدفة.
لقد وجدتُ في كتابات معظمهم الأحاسيس التي لم أحلم بوجودها على أرض الواقع، عرفتُ كم أن ماهيتهم كانت مزيفة بالكامل، وأدركتُ حقًا أن حكمي على زمِيلة أو صدِيقة بـ التبلد أو الترفُّع أو حتَّى الأنانية والبغضَاء لم يكن صائبًا لوهلة.
فهذهِ الأحرف التي تدمي القلوب لم تتح لها فرصة الحياةِ أصلًا! حيثُ قتلت قبل أن تولد، ومزِّقت قبل أن تُخَط.
وبعدَ جلسةِ مصارحة "طويلَة" مع زميلة استخلصتُ شيئًا واحدًا بدا جليًا للغاية
"
إنهم فاشلون في التعبير عن مشاعرهم"


: أهوَى لغتي العربية ::
هواة يكتبون بغيًا لإحياء قيمة اللغة واستشعار عظمتها 


في الحقيقة كنت أظن أن هذا الصُنف منقرض، بل غير موجود أساسًا !
حيثُ أن أشخاص كهؤلاء لم يكونوا ليملكوا المقومات الكتابية أصلًا، أو حتى الموهبة والدوافع الشخصية.
ولكن من خلال بعض البحث هنا وهناك، تعرفت عن قرب من عينات في الخفاء!!
كتبَت قليلًا في مجال الخواطر و الشعر ومن ثم انزوت كمجرد قارئة.
ولقد تعرفت على أناس هذا النوع، وسواء كان لهم حضور في ساحات الشعر أم لا، شغفهم بالأدب كان أكثر من كافي لأصنفهم كأدباء! 
وأخيرًا عندما خلقت هذا الموضوع كحكاية أتسلى بها مع الأصحاب، أتيحت لي فرصة التعرف إلى هؤلاء واقعيًا !! إنهم وببساطة جندٌ من جندِ الأدب، إلا أنهم قُرَّاء أكثر من كونهم كتَّاب. 

:: أريدُ أن أكونَ موهوبًا ::
تائهون لا يكتبون عن رغبة حقيقية، إنما فقط ليسدوا الفراغ بداخلهم )

البعض يرى في نفسه مؤهلات الأديب، سواءً باطلاع واسع في عالم الأدب، أم بلاغة جُبِل عليها أو حتى موهبة في رسم المشاعر.
فلا يجد في نفسه إلا استهلاك هذه الموهبة ولو كانت في أمر لا يحبه من شغاف القلب، كأن يقول "أحب ما أتقن".
ولعل محدثتكم كانت في صغرها من هذه الفئة حيث كان لا أحد يثني على محاولاتي "العاثرة"، فأخذني الغرور بنفسي وبقيت أخربش ما لا أستلذُ بخربشته، ولا أكذبكم لا زلت أمر بأوقات ألوم نفسي فيها على هذه الموهبة التي اختلقتها لي. 




:: مما وجبَ ذكره :: 
ما قد تراهُ نفسي يستحق الذِكر أني ولو فِي نَصٍ واحُد كتبتُه عشتُ إحدى أسبابِ الكتابةِ التِي ذكرتُها !!
_بغضِ النظرِ عن أولها طبعًا_ والمُمتع أنِي لم أكتفِي بهِ كسبب،
فإنَّ هوسِي المُتزايِد بالأدَب كانَ دافِعًا أولًا لكلِّ حرفٍ أكتُبُه،
وإني فخورة بنفسي  مع معرفتي التامة أني أخاطر في الولوج لعالم لم أنتمي إليه يوًما.

>> محاربة عظماء الأدب يرهقني فعلًا <<

في أعماقي لا أُعيب ماهية مهنةِ الكُتَّاب، فلقَد أشدتُ ورثيتُ طويلًا عن شهداء الحَرف في مقَال سبَق،
ولكن هذا الزمان يختلف فيه كل شيء، وبعض وسائل الإعلام لا رعاها الله أجادت سوء الاختيار أحسن إجادة وليس لي في هذا من تفصيل.



:: ختامًا :: 
أحمدُ الله أن جعلَ من لُغتنًا نبراسًا تقدسُهُ أعينُ الكُتَّاب،
وجعلَ فيها ما يُستلذُ ويطِيب من جوامعِ الكلمِ وأحسَنه.

فمهمَا فتشتَ فِي هذا العالمِ الضيِّق لن يرقَى الأدَب الإنجليزِي أو الفرنسِي أو حتَّى اليابانِي يومًا لينظرَ في مُقلتَي أدبِنا "نَحن
ولئن وجدتَ فِي كتاباتِهم ما يرُوق القلبَ أو العَقل،
فاعلَم أنها حِليةُ الكاتِب وصنِيعه، 
أما لغتُهُ فلم تكرمهُ إلا خبالًا !! *


تعليقات

  1. أبدعتي
    رغم أن معرفتي ف الادب و الكتابه متواضعه
    إلا أنه أعجبني ما سطرت أناملك
    سلم بوحك و فكرك عزيزتي

    ردحذف
    الردود
    1. وما الإبداع إلا منك
      غاليتي
      وفقك ربي ...
      أسعدني تواجدك هنا ♡°
      في رياض الفؤاد اهلا♡

      حذف
  2. إبداع فاق الخيال
    وحروف مُتنزنه .. وموهوبه
    نترقب كتاب بقلمك ������

    ردحذف
  3. بارك الله فيك اختي. وفقك الله لما تسعي اليه وفيما هو خير لك. جميله وفكرك اجمل.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اللغة ذاكرة الشعوب .

سؤدة الموبوئين ~

الجزء الثالث من رواية " أنا مريم"