الجزء الرابع من رواية "أنا مريم "

أنا مريم 

الجزء الرابع.

مازلت أُفكر ، ويدي في رأسي تفرق بين خصلات شعري ، هل أجيب على المكالمة ؟ ؟ ، وأجبت على أية حال ، لا أذكر ما قالته ، الأمر أشبه بصوت طرق مسمار خلف جدار الغرفة في منتصف الليل ، أو كآلة حفر في الثانية ظهراً ، أُصبت بالصداع من صراخها الذي يبدو كموسيقى صاخبة في ليلة صيفية حارة ، ذهبت حافية مسرعة ، أحمل المفاتيح إلى غرفة المشرفة ، الشيء الوحيد الذي كنت محظوظة فيه أن غرفة المشرفة تقع في الجهة المقابلة لغرفتي في نفس الطابق ، لذلك فإنني أستغرق بضع دقائق للوصول ، وصلت وطرقت الباب ، خرجت وسلمتها المفاتيح ، ولكن هنالك شيء ما حدث ، غير متوقع ، على غير العادة ، المشرفة لم توبخني كما تفعل كل يوم ، كانت غاضبة قبل خمس دقائق ، منذ أن كنت أعرفها لا شيء ينسيها غضبها ، الأمر أشبه بمرور قافلة طويلة محملة بالهدايا والأطعمة الفاخرة ، وكيف كانت ملامح وجهها ؟ ؟ ، لا أذكر جيداً الأمر أشبه بحلم ناقص كرؤية وجهة شخص يطاردك في ليلة ضبابية من خلف زجاج السيارة ، كان وجهها لطيفاً أو متعباً ربما ، لا أدري ، هي كانت تتأملني كثيراً ، تحدق في كبومة مندهشة ، ما زلت بصلابتي ، لم يسبق التعب أن يغير ملامح وجهي ، عُدت إلى الغرفة ، و تمددت على السرير كما أفعل كل يوم ، أغمض عيني أتنفس بعمق ، ما زلت ممتنة جداً لقدرتي على التحديق في السقف لوقت أطول ، نمت بعد الدهشة ربما ، لا أريد ما حصل ، استيقظت في الثالثة فجراً ، حدث هذا الأمر كإنفجار قنبلة نووية ، قفزت بأنفاسي إلى خارج حدود السرير متسربة من إشعاع القنبلة ، وكنت لا أدري أين أقف أو استلقي أو ارتجف ، ولكنني لازلت أتنفس ولا زالت كتفي الي استند عليها الكابوس تؤلمني ، نجوت من الموت عندما أخرجت رأسي من قبعة الكابوس إلى ظلام الغرفة ، ولكن الكابوس لم يرحل بل كان ممسكا بكاميرا صغيرة خلف فرجة الباب يلتقط ما حدث ، ليعيد تشغيله في كل لحظة من كل يوم حتى النهاية ...



يتبع في الجزء الخامس
أعتذر لوجود أي أخطاء إملائية أو لغوية 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اللغة ذاكرة الشعوب .

سؤدة الموبوئين ~

الجزء الثالث من رواية " أنا مريم"