الجزء الثاني من رواية " أنا مريم"

أنا مريم 

الجزء الثاني .


ذهبت إلى غرفة المشرفة وطرقت الجرس ثلاثاً متفرقات دون استجابة يجب علي الذهاب و سأرجع ، يبدو أنه يجب علي الإنتظار بضع دقائق ، إلى متى!؟ إلى حين خروج المشرفة من غرفتها !!، وإن لم تخرج ؟ لن أدخل غرفتي اليوم !! ، انتظرت قرابة نصف ساعة وربما أكثر بالقرب من بابها ، ليس لدي وقت ، الوقت يتلاشى ويضيع مني في الانتظار ، بعدها ذهبت ، إلى أين ؟ ؟ لا أدري ربما إلى غرفة المذاكرة ، غرفة التلفاز ، ربما  المطعم لا أدري إلى أين أود الذهاب لازلت واقفة كعمود إنارة منطفئ على قارعة  الطريق أفكر في وجهتي ، لم أدرِ أن أحد ما سوف يحددها لي ، فإذا بصوت المشرفة تصرخ وتصرخ باسم مريم لا أمه ببساطة لا أحد هناك وهنا سوى مريم لماذا لا تذهب مريم وتخلصنا من صوتها المزعج ، ويشتد الصراخ وتمتمات الغضب ، انظر عن يميني وعن شمالي ومن ورائي ومن خلفي لا مريم هنا ، لا أحد هنا سوى أنا ، "مريم يا مريم ما تسمعيش أنتِ يا بنت ولا إيه ، أنت ِ إلي دقتي الباب يا مريم ؟ ؟"، أنا هي مريم المقصودة أنا هي مريم نعم أنا لا توجد مريم غيري هنا ، أنا من طرقت الباب ، وقعت في قفص الإتهام  ، أنا المجرمة نفسها ، أنا من طرقت الباب يجب علي أنا أذهب إليها ، ولكنها غاضبة ؟!!، وأنا لا أحتمل أسلوبها الوقح ، وبينما أنا واقفة أُفكر هل أذهب  إليها أو لا ؟ ، هي تنادي بإستمرار دون توقف وهذي بكلامها الغير مفهوم ، لماذا كل هذا الإهتمام  !! هي تريد توبيخي فقط أنا أعلم ، سأهرب وأتجاهلها! ، ولكنني أعلم انا ستوبخني أمام الملأ عند التوقيع ، هي توبخني كل يوم الأمر لا يقف على اليوم فقط ، استوجب علي الذهاب وذهبت وعندما قررت أن أذهب ، غضبت هي وأقفلت بابها بقوة ، يجب علي أن أطرق الباب و أعتذر ، أعلم انها سوف توبخني على ما فعلت كما تفعل معي كل يوم ، ولكنني أريد المفتاح  ، سأذهب واعتذر لها لعل المياه تعود لمجاريها ، وذهبت وطرقت الجرس وخرجت غاضبة وبدأت بالصراخ وانا واقفة بإبتسامتي التي كانت تستفزها وهي تشتد في التوبيخ ، وطلبت منها مفتاح الغرفة لكي أقوم بفتح الباب ، لأنني فقدت مفتاحي ، أقوم بفتح الغرفة وأرجعه فوراً ، لكنها بدأت بتوجيه الإتهامات إليّ بأنني مهملة وغيره ...، كل ذلك لا يهم ما يهم هو المفتاح وقد حصلت عليه ، ولكن الطمع لم يتركني أمضى فقد سول لي أن أنظر إلى ساعة هاتفي ، وكانت الساعة التاسعة وخمسة عشر دقيقة ، وابتسمت لها وقلت مهلاً هل يمكنني التوقيع في هذا الوقت لأنني متعبة وأريد النوم لم يبق سوى ربع ساعة ، قلت وليتني لم أقل ، لا أدري ما قلت وما قالته هي ، كل الذي أعرفه أنني لم أحتمل أسلوبها فذهبت أركض كطفل يحمل قطعة حلوى لا يدري ما ينتظره..


يتبع في الجزء الثالث 
أعتذر لوجود أي أخطاء إملائية أو لغوية 

تعليقات

  1. ما شاء الله أدهشتني سلسلة وصفكِ للحدث،مبدعة بمعنى الكلِمة💜🎶

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اللغة ذاكرة الشعوب .

سؤدة الموبوئين ~

الجزء الثالث من رواية " أنا مريم"