المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٨

الجزء الخامس من رواية " أنا مريم "

صورة
أنا مريم  الجزء الخامس. الرائع في الساعة انها الثالثة فجراً، الرائع في الباب أنني لا أستطيع الوصول إليه ، لا أشعر بالرغبة في استخدام صوتي ، معدتي ممتلئة جداً ؛ بالرغم من أنني لم أتناول شيئاً منذ البارحة ، الرائع في الماء أنه كان بارداً ، الرائع في يداي أنهما دافئتين ، بقيت على هذا الشعور ، أتأمل وأسرح في خيالاتي ، لم أرتل القرآن كعادتي ، بقيت كذلك إلى أن سمعت صوت عذب نديّ ، أبدو وكأنني رضيع أذن في أذنه فسمع الآذان لأول مرة فهجع من بكائه واطمئن أن لا تخف لأن الله أكبر من كل شيء ، كمثله أنا لي ميلاد جديد مع كل أذان أولد مرة أخرى ، الوجود تائم لا حركة فيه حزين يشغاه القنوط ، يبدو الصوت ك‏مورفين يسري في أوردة مريض ، فيبدد الآلم ، توضأت وصليت ، ولكنني عدت للنوم على غير عادتي ، استيقظت في التاسعة صباحاً ، فتحت نافذة غرفتي واستندت على وسادتي كي تصلني أشعة الشمس ، مددت قدماي ، لأترك روحي تتغذى على ضوء الشمس  ، وأستعيد قوتي التي ضاعت في رحلة قصيرة من هذا العالم، وبينما أنا أُحرك قدماي ببطئ يميناً ويساراً، شرقاً وغرباً، إندمجت في مراقبة تلك الذرات التي تتحرك مع خيوط الشمس المتسللة حاول

الجزء الرابع من رواية "أنا مريم "

صورة
أنا مريم  الجزء الرابع. مازلت أُفكر ، ويدي في رأسي تفرق بين خصلات شعري ، هل أجيب على المكالمة ؟ ؟ ، وأجبت على أية حال ، لا أذكر ما قالته ، الأمر أشبه بصوت طرق مسمار خلف جدار الغرفة في منتصف الليل ، أو كآلة حفر في الثانية ظهراً ، أُصبت بالصداع من صراخها الذي يبدو كموسيقى صاخبة في ليلة صيفية حارة ، ذهبت حافية مسرعة ، أحمل المفاتيح إلى غرفة المشرفة ، الشيء الوحيد الذي كنت محظوظة فيه أن غرفة المشرفة تقع في الجهة المقابلة لغرفتي في نفس الطابق ، لذلك فإنني أستغرق بضع دقائق للوصول ، وصلت وطرقت الباب ، خرجت وسلمتها المفاتيح ، ولكن هنالك شيء ما حدث ، غير متوقع ، على غير العادة ، المشرفة لم توبخني كما تفعل كل يوم ، كانت غاضبة قبل خمس دقائق ، منذ أن كنت أعرفها لا شيء ينسيها غضبها ، الأمر أشبه بمرور قافلة طويلة محملة بالهدايا والأطعمة الفاخرة ، وكيف كانت ملامح وجهها ؟ ؟ ، لا أذكر جيداً الأمر أشبه بحلم ناقص كرؤية وجهة شخص يطاردك في ليلة ضبابية من خلف زجاج السيارة ، كان وجهها لطيفاً أو متعباً ربما ، لا أدري ، هي كانت تتأملني كثيراً ، تحدق في كبومة مندهشة ، ما زلت بصلابتي ، لم يسبق التعب أن

الجزء الثالث من رواية " أنا مريم"

صورة
أنا مريم  الجزء الثالث. وصلت إلى الغرفة وفتحت الباب ودخلت ، و حقيبتي وكتبي ما زالن في الخارج ، كانت الغرفة باردة جداً ، لأنني تركت النافذة مفتوحة ، تمددت في سريري ، وهذا ما يفعله الشخص المتعب ، انظر إلى الغرفة بإندهاش كتلك الدهشة في البدايات الغير مألوفة  وكنني أبدو كجنين يبكي وقد خرج للتو من رحم أمه ، وكنني لا أبكي أنا فقط متعبه ، أتأمل قصاصات معلقة على الجدار كتبت فيها بخطي الطفولي الغير مفهوم ذالك الخط الذي عوتبت عليه كثيراً منذ المدرسة ، ولكنني لازلت أُحبه لأنه طفولي مختلف يشبهني ويليق بي ، تلك العبارات التي أسميها القوة أو ما تسمونه بالتحفيز ، متخبطة بين آيات قرآنية و كلمات تخصني ، هي تعنيني أنا وحدي ، لا يمكن لأي شخص أن يقرأها ويستمد قوته منها ، هي لن تمده أبداً ، كُلٌ يسمتد قوته من شيء ، البعض في نظرهم أنها عبارات تافهة لانها ببساطة لا تخصهم هي جزء مني ، أكره اؤلئك الاصدقاء الذين يأتون غرفتي ويحدقون في الجدار والزوايا والبراويز والصور وقصاصات وتثير الخزائن والعلب الكرتونية فضولهم ، هي لا تخصكم سر من أسراري لا يعنيكم ، لا أستطيع تحمل الأصدقاء  الذين يقرأوا ما كتب في جدا

بيداء  النــــزف

بيداء  النــــزف تسلبين  الفرح والحب من الطرقات وتسخرين كل عواصفه الهارجة نشوة لا تنتهي ..وترين فيه النور   وتمضي نحوه متيقنة أنه سبيلاً لبوابة حلمك الوردي .. تزرعين بذرات وفائك أزهاراً ندية لتزيني بها عتبة مسرحك الذي ستكونين فيه دمية لمسرحية لتافهة هناك حيث تُسقطين عمدا لتدركي أنك دمية بلهاء في مسرحيته المملة, سقوطك شج دساتير الفرح في براءة عيناك ,وأحيا بيلسانة كتب لها مولد على الوحل ..سقوطك أثقل منظومة أحلام كانت تبغيك فلكاً لكويكباتها.. لتعي أن ذاك النور ليس سوى وهم مزيف بطريقة مختلفة بيد أنه ليس سواء وهج من قنديل مكسور وشمعة انتحرت ذات مساء على عتبات رسائل ممزقة .. تمنين لحظتها لو أنك اخترت الرحيل وما رحلتِ. الهزيمة وحدها جعلتك كعجوز كُسِرت عصاها وأرغمت على السير بساقين مرتجفتين دون اكتراث  أين السند ؟؟ أين الطريق المعبد ؟؟ أين ممر الأكفاء ؟؟ صار بك المآل إلى بيداء النزف .. تجري شهقات الألم لتمكثي هناك .. ليخطف الليل أضواء النهار وتتساقط اللوحات والرسائل باكية على أرض النسيان ليبكي الزهر وينحني الشجر ويجف النهر لتطلبي مطراً يروي بيداء نزفك العطشى .وعقب اندثارك يتعبد الأمل ال

الجزء الثاني من رواية " أنا مريم"

صورة
أنا مريم  الجزء الثاني . ذهبت إلى غرفة المشرفة وطرقت الجرس ثلاثاً متفرقات دون استجابة يجب علي الذهاب و سأرجع ، يبدو أنه يجب علي الإنتظار بضع دقائق ، إلى متى!؟ إلى حين خروج المشرفة من غرفتها !!، وإن لم تخرج ؟ لن أدخل غرفتي اليوم !! ، انتظرت قرابة نصف ساعة وربما أكثر بالقرب من بابها ، ليس لدي وقت ، الوقت يتلاشى ويضيع مني في الانتظار ، بعدها ذهبت ، إلى أين ؟ ؟ لا أدري ربما إلى غرفة المذاكرة ، غرفة التلفاز ، ربما  المطعم لا أدري إلى أين أود الذهاب لازلت واقفة كعمود إنارة منطفئ على قارعة  الطريق أفكر في وجهتي ، لم أدرِ أن أحد ما سوف يحددها لي ، فإذا بصوت المشرفة تصرخ وتصرخ باسم مريم لا أمه ببساطة لا أحد هناك وهنا سوى مريم لماذا لا تذهب مريم وتخلصنا من صوتها المزعج ، ويشتد الصراخ وتمتمات الغضب ، انظر عن يميني وعن شمالي ومن ورائي ومن خلفي لا مريم هنا ، لا أحد هنا سوى أنا ، "مريم يا مريم ما تسمعيش أنتِ يا بنت ولا إيه ، أنت ِ إلي دقتي الباب يا مريم ؟ ؟"، أنا هي مريم المقصودة أنا هي مريم نعم أنا لا توجد مريم غيري هنا ، أنا من طرقت الباب ، وقعت في قفص الإتهام  ، أنا المجرمة

الجزء الأول من رواية "أنا مريم".

صورة
أنا مريم  الجزء الأول . مرحباً، أنا مريم ، أشك أنك تعرفني ، أتمنى أن لا تكون كذلك ،  أنا لست ذالك الشبح الذي ظهر في إحدى ليالي لندن الباردة ، ولست تلك اللعبة التي ظهرت في الهواتف الذكية وحشرت العالم في ذلك الوقت ، أنا تلك التي عادت من المكتبة في ليلة شتوية باردة إلى غرفتها بعد يوم متعب ، و هي تصعد الدرج دفعتها نسمات باردة للخلف لتنزلق منه وينزلق حظها معها، إلتصق ظهري بالجدار وكأنه لم يحدث شيء . ما كل هذه الصلابة يا أنا ، لم أَكُن أعهدني بهذه القوة ، لا يهم ما حدث بالفعل تلك النسمات كانت تحاول مداعبتي هي فقط تحاول ارعاشي لتكشف صلابتي لم تدرِ أنها كسبتني مرونة كافية تقتل لذة التعب التي يشعر بها الشخص المنهك . جلست بضع دقائق وأنا على هذه الهيئة ظهري ملتصق وقدماي ممدودتان على الأرض أفكر بالشيء وباللاشيء في الوقت نفسه فإذا بصوت أقدام من الطابق العلوي ، قمت سريعاً لكي لا أكون ملفتة للأنظار ، فإذا بفتاة تنزل من الدرج ، ابتسمت وكأنه لم يحدث شيء ، لم تبتسم هي على أية حال ، عفواً لم أبتسم لها أصلا كنت ابتسم لنفسي لأنهض وأمضي قُدُما ،صعدت الدرج ووصلت إلى غرفتي أمسكت بمقبض الباب و حنيته