المشاركات

مرت ثلاث أعوام اليوم.

‏ياصديقي فلتكن بخير كنت عوناً لي حينما رفضت ان أكون أنا العون لذاتي أبحرت بيّ عندما عزّ عليّ حتى المضيّ شكرا لكتف أبت الا ان تظل شامخة وان اعياها طول اتكائي أين لي بعد اللان صوتك الذي يجيئ مطمئنا "مسافة السكة واكون معاك" ‏الان بينا رسوم دولية ورصيد ينتهي دوماً قبل كامل الحكاية ..وتذكرة قد لاتجيئ ..ومطارات أخذتك مني مرة اليوم ياصديقي حداد المدينة سيكون في كل الاركان القصية..حداد المدينة سيكون في عينيّ..اليوم ياصديقي انا ‏  بدونك وحيدة مثلما كنت قبلك ‏مرت ثلاث اعوام اليوم

إِكتئابْْْ..

‏أنْ تكون مُكتئِباً فَـ هَذا لا يعني أنْ تنعزِل ، ربما إكتئابك أشَد قَسوة مِما تَتخيل ، ذلك الإكتئاب الذي يجعلك تُمارِس حياتك بشكل طبيعي ، تنهض مِن فراشك بِلا رَغبة حَقيقية في النُهوض لكنك مُجبَر علىَ مُواصلة عَملك لأنَّك لا تملك إلّا أسباب تافهة بالنسبة للبَعض تَخجل الجهر بها . ‏تأكُل وأنت فاقِد تمامًا للشَهيّة وللمَذاق فَلا فرق بَين البصل وقطعة الحَلوىَ ، تجلس مع النَّاس لتتجَنَّب سؤالهم عن غيابك لأنَّك مُجبَر علىَ أنْ تكون طبيعيًا , في وادٍ آخر أنت بأفكارك وإضطراباتك ومَخاوِفك رُغم أنَّك تجلس مَعهم إلّا أنَّك بعيد كُلّ البُعد عنهم.. ‏تراهم يضحكون فتضحك معهم ،دون أن تعرف سبب هذا الهرج والضحك لكنك تضحك ،تأخرت القهوة قليلاً فلن تنفعل ربما لم تطلبها من الأساس ،حققت إنجاز هام في حياتك لا يهم ف مهما طال سيأتي شئ يحطمه ويهزمه،هذا قد وعدك بالبقاء تقول لنفسك كم سيكون رائع لو كنا التقينا قبل تشبع قلبي بالحزن والتعاسة ‏تُواصِل القيام بِمَهامك الطبيعيّة كإنسان طبيعيّ مُسالِم لا يُريد أنْ يؤذي أحد او يتأذّىَ بِأحد ، ثُمَّ يأتي الظلام فينخلع وشاح ثباتك وتهزمك موسيقىَ جديدة أو مُقتَبس حزين لك

ما زلت أُزهر

ما زلت أُزهر ‏يومٌ دراسي جديد ..مدرسة مختلفة. ملابسي زرقاء..صباح مختلف ،زادٓ النشاطُ ودبّ الحماس . حتى شاي أمي كان له مذاقٌ خاص .. حتى أنا يخيّل لي أني تغيرت .. سعيدة أنا يا أمي لأنني كبرت .اليوم أرتدي اللبس الأزرق الذي كان حلما . كم كنت أقرأ الكثيرٓ من القصص  كم كنت آكل الكثير واقفز كثيرا كنت أفعل كلٓ هذا لكي أكبرٓ.. وكبرت.  أنظر إليّ في المرآة، كان اللبسُ الأزرق يليق بي . اجتاحتني كلماتُ والدي هيّا بنا يا أبنائي .. ركضتُ كقزٍم لا يدري ما ينتظره . وصلنا المدرسة ..بعد أن وقعنا في ازدحام الشارع, دخلت  المدرسة. تبدو كبيرة .هي كذلك كما تبدو . .. لونُها كئيب و جدرانها متشققة..ضِعت في ممراتها وأنا أبحث عن فصلي الجديد .ماذا يُكلف لو تمّ وضعُ قصاصات ورقية  ترشد للمكان. على أي حال  وجدته. كان  كبيراً  مطليا بصبغ زيتي ومقسما لسِتّ مجموعات .لم أجد مكاناً في الأمام حينها اضطررت أن أجلس في الخلف على غير عادتي. وضعت حقيبتي وخرجت إلى ساحة المدرسة حيث ستقام مراسيم الصباح ،نشوة الصباح  تسري فيّ. . وبدأ الطابور الصباحي .. وألقت مديرةُ المدرسة كلمتٓها . كنت أظنُّ أن حفاوةٓ الترحي

الجزء الخامس من رواية " أنا مريم "

صورة
أنا مريم  الجزء الخامس. الرائع في الساعة انها الثالثة فجراً، الرائع في الباب أنني لا أستطيع الوصول إليه ، لا أشعر بالرغبة في استخدام صوتي ، معدتي ممتلئة جداً ؛ بالرغم من أنني لم أتناول شيئاً منذ البارحة ، الرائع في الماء أنه كان بارداً ، الرائع في يداي أنهما دافئتين ، بقيت على هذا الشعور ، أتأمل وأسرح في خيالاتي ، لم أرتل القرآن كعادتي ، بقيت كذلك إلى أن سمعت صوت عذب نديّ ، أبدو وكأنني رضيع أذن في أذنه فسمع الآذان لأول مرة فهجع من بكائه واطمئن أن لا تخف لأن الله أكبر من كل شيء ، كمثله أنا لي ميلاد جديد مع كل أذان أولد مرة أخرى ، الوجود تائم لا حركة فيه حزين يشغاه القنوط ، يبدو الصوت ك‏مورفين يسري في أوردة مريض ، فيبدد الآلم ، توضأت وصليت ، ولكنني عدت للنوم على غير عادتي ، استيقظت في التاسعة صباحاً ، فتحت نافذة غرفتي واستندت على وسادتي كي تصلني أشعة الشمس ، مددت قدماي ، لأترك روحي تتغذى على ضوء الشمس  ، وأستعيد قوتي التي ضاعت في رحلة قصيرة من هذا العالم، وبينما أنا أُحرك قدماي ببطئ يميناً ويساراً، شرقاً وغرباً، إندمجت في مراقبة تلك الذرات التي تتحرك مع خيوط الشمس المتسللة حاول

الجزء الرابع من رواية "أنا مريم "

صورة
أنا مريم  الجزء الرابع. مازلت أُفكر ، ويدي في رأسي تفرق بين خصلات شعري ، هل أجيب على المكالمة ؟ ؟ ، وأجبت على أية حال ، لا أذكر ما قالته ، الأمر أشبه بصوت طرق مسمار خلف جدار الغرفة في منتصف الليل ، أو كآلة حفر في الثانية ظهراً ، أُصبت بالصداع من صراخها الذي يبدو كموسيقى صاخبة في ليلة صيفية حارة ، ذهبت حافية مسرعة ، أحمل المفاتيح إلى غرفة المشرفة ، الشيء الوحيد الذي كنت محظوظة فيه أن غرفة المشرفة تقع في الجهة المقابلة لغرفتي في نفس الطابق ، لذلك فإنني أستغرق بضع دقائق للوصول ، وصلت وطرقت الباب ، خرجت وسلمتها المفاتيح ، ولكن هنالك شيء ما حدث ، غير متوقع ، على غير العادة ، المشرفة لم توبخني كما تفعل كل يوم ، كانت غاضبة قبل خمس دقائق ، منذ أن كنت أعرفها لا شيء ينسيها غضبها ، الأمر أشبه بمرور قافلة طويلة محملة بالهدايا والأطعمة الفاخرة ، وكيف كانت ملامح وجهها ؟ ؟ ، لا أذكر جيداً الأمر أشبه بحلم ناقص كرؤية وجهة شخص يطاردك في ليلة ضبابية من خلف زجاج السيارة ، كان وجهها لطيفاً أو متعباً ربما ، لا أدري ، هي كانت تتأملني كثيراً ، تحدق في كبومة مندهشة ، ما زلت بصلابتي ، لم يسبق التعب أن

الجزء الثالث من رواية " أنا مريم"

صورة
أنا مريم  الجزء الثالث. وصلت إلى الغرفة وفتحت الباب ودخلت ، و حقيبتي وكتبي ما زالن في الخارج ، كانت الغرفة باردة جداً ، لأنني تركت النافذة مفتوحة ، تمددت في سريري ، وهذا ما يفعله الشخص المتعب ، انظر إلى الغرفة بإندهاش كتلك الدهشة في البدايات الغير مألوفة  وكنني أبدو كجنين يبكي وقد خرج للتو من رحم أمه ، وكنني لا أبكي أنا فقط متعبه ، أتأمل قصاصات معلقة على الجدار كتبت فيها بخطي الطفولي الغير مفهوم ذالك الخط الذي عوتبت عليه كثيراً منذ المدرسة ، ولكنني لازلت أُحبه لأنه طفولي مختلف يشبهني ويليق بي ، تلك العبارات التي أسميها القوة أو ما تسمونه بالتحفيز ، متخبطة بين آيات قرآنية و كلمات تخصني ، هي تعنيني أنا وحدي ، لا يمكن لأي شخص أن يقرأها ويستمد قوته منها ، هي لن تمده أبداً ، كُلٌ يسمتد قوته من شيء ، البعض في نظرهم أنها عبارات تافهة لانها ببساطة لا تخصهم هي جزء مني ، أكره اؤلئك الاصدقاء الذين يأتون غرفتي ويحدقون في الجدار والزوايا والبراويز والصور وقصاصات وتثير الخزائن والعلب الكرتونية فضولهم ، هي لا تخصكم سر من أسراري لا يعنيكم ، لا أستطيع تحمل الأصدقاء  الذين يقرأوا ما كتب في جدا

بيداء  النــــزف

بيداء  النــــزف تسلبين  الفرح والحب من الطرقات وتسخرين كل عواصفه الهارجة نشوة لا تنتهي ..وترين فيه النور   وتمضي نحوه متيقنة أنه سبيلاً لبوابة حلمك الوردي .. تزرعين بذرات وفائك أزهاراً ندية لتزيني بها عتبة مسرحك الذي ستكونين فيه دمية لمسرحية لتافهة هناك حيث تُسقطين عمدا لتدركي أنك دمية بلهاء في مسرحيته المملة, سقوطك شج دساتير الفرح في براءة عيناك ,وأحيا بيلسانة كتب لها مولد على الوحل ..سقوطك أثقل منظومة أحلام كانت تبغيك فلكاً لكويكباتها.. لتعي أن ذاك النور ليس سوى وهم مزيف بطريقة مختلفة بيد أنه ليس سواء وهج من قنديل مكسور وشمعة انتحرت ذات مساء على عتبات رسائل ممزقة .. تمنين لحظتها لو أنك اخترت الرحيل وما رحلتِ. الهزيمة وحدها جعلتك كعجوز كُسِرت عصاها وأرغمت على السير بساقين مرتجفتين دون اكتراث  أين السند ؟؟ أين الطريق المعبد ؟؟ أين ممر الأكفاء ؟؟ صار بك المآل إلى بيداء النزف .. تجري شهقات الألم لتمكثي هناك .. ليخطف الليل أضواء النهار وتتساقط اللوحات والرسائل باكية على أرض النسيان ليبكي الزهر وينحني الشجر ويجف النهر لتطلبي مطراً يروي بيداء نزفك العطشى .وعقب اندثارك يتعبد الأمل ال