ما زلت أُزهر
ما زلت أُزهر
يومٌ دراسي جديد ..مدرسة مختلفة.
ملابسي زرقاء..صباح مختلف ،زادٓ النشاطُ ودبّ الحماس . حتى شاي أمي كان له مذاقٌ خاص ..
حتى أنا يخيّل لي أني تغيرت ..
سعيدة أنا يا أمي لأنني كبرت .اليوم أرتدي اللبس الأزرق الذي كان حلما .
كم كنت أقرأ الكثيرٓ من القصص كم كنت آكل الكثير واقفز كثيرا
كنت أفعل كلٓ هذا لكي أكبرٓ.. وكبرت.
أنظر إليّ في المرآة، كان اللبسُ الأزرق يليق بي .
اجتاحتني كلماتُ والدي هيّا بنا يا أبنائي ..
ركضتُ كقزٍم لا يدري ما ينتظره .
وصلنا المدرسة ..بعد أن وقعنا في ازدحام الشارع,
دخلت المدرسة.
تبدو كبيرة .هي كذلك كما تبدو .
.. لونُها كئيب و جدرانها متشققة..ضِعت في ممراتها وأنا أبحث عن فصلي الجديد .ماذا يُكلف لو تمّ وضعُ قصاصات ورقية ترشد للمكان.
على أي حال وجدته.
كان كبيراً مطليا بصبغ زيتي ومقسما لسِتّ مجموعات .لم أجد مكاناً في الأمام حينها اضطررت أن أجلس في الخلف على غير عادتي. وضعت حقيبتي وخرجت إلى ساحة المدرسة حيث ستقام مراسيم الصباح ،نشوة الصباح تسري فيّ. .
وبدأ الطابور الصباحي ..
وألقت مديرةُ المدرسة كلمتٓها .
كنت أظنُّ أن حفاوةٓ الترحيب بنا ستكون أرقى من هذا .بعدها
دخلت مربية الصف وبدأٓتْ بالسلام والتعريف بنفسها
و طلبت منا إحضار الكتب .
كُلٌ أخذ حصته من الكتب .
كنت أعيد حسابها مراراً.
كتاب التربية الإسلامية الفصل الأول والثاني ،كتاب الدراسات الاجتماعية الفصل الأول والثاني . وكتاب العلوم والرياضيات، كتاب اللغة العربية الفصل الأول والثاني كتب اللغة الانجليزية الأربعة لفصلين ..
أَعُد في عقلي وأفرد أصابعي خشية أن ينقصني كتاب.
إنها إثنا عشر كتاباً دون شك ..
بدأ الجميع بإدخال كتبهم إلا أنا
ما زلت أرمقها تارة وأفكر تارة( أندرسها كلٓها هذه السنة ) قالت المعلمة : أنتم محظوظون لحصولكم على جميع الكتب.
ابتسمت فنحن محظوظون لامتلاكنا جميع الكتب في اليوم الأول ..بعدها ذهبت إلى المقصف .
وعُدت بخفيّ حُنين .
بدأت الحصة الرابعة وأنا جائعة .
الجميل في اليوم أنّ الانصرافٓ سيكون مبكراً ..
انطوى أولُ يوم الدراسي وحملنا حقائبٓنا الثقيلةٓ .
أمضي وكلمات المعلمة عالقة في ذهني، نعم نحن محظوظون عندما نحمل هذه الحقيبةٓ على ظهرنا الواهن.الحافلة كانت ممتلئة جداً ..
لا تتسع إلا لقدمين.
وفي الواقع لم يبقٓ إلا أنا.
حُجِزت كراسيّ الحافلة بينما أنا كنت أبحث عن وجه يرشدني إلى حافلتي.
لم أرٓ إلا يدا تلوّح لي من بعيد.
اندهشت من وضع الحافلة الممتلئة ركبت على أي حال .
وقفت خلف الباب أتكئُ على كتفٓيّ المنهكتين .
وقفٓتِ الحافلةُ ونزلتِ الفتيات ..
كنت محظوظة لأنّ منزلنا قريب.
كنت أحمد الله أن بيتنا لم يكن بجانب بيت ابنة خالتي الذي يبعد عدة كيلومترات .ومرت الأيام العجاف .
كنت أخرج مبكراً لأحظى بكرسي في الحافلة ولم أحظٓ . أسابق المعلمةٓ في الخروج مسرعة لكي أحظى بكرسي
ولم أحظٓ .
بقيت سنتين في جماعة الإذاعة ، أمنيتي أن أقدّمٓ إذاعة مختلفة عن العادة، ولكنني لم أحظٓ .وفي السنتين الأخريتين شاركت في النشاط الأدبي ، كنت أحب الكتابة ، ولكنّ معلمةٓ النشاط رمتْ بأوراقي على الطاولة مشيرة بأنني لا أصلح أن أكون كاتبة .
وفي آخر سنتين اعتزلتُ الأنشطة لأنني لا أصلح لشيء ، ليس بإمكاني أن أقدمٓ إذاعة صباحية ولا كتابة قصة .
ولكنني ما زلت مناضلة .لا زلت بخير .ولازلت أشرب الشاي و أكتب القصصٓ ، ولا زلت أبدع وأزهر. وشكرا لمن قتل روحي المبدعة خمس سنوات من طفولتي ومراهقتي، وسبحان الذي أحياها بعد موتها.
ملابسي زرقاء..صباح مختلف ،زادٓ النشاطُ ودبّ الحماس . حتى شاي أمي كان له مذاقٌ خاص ..
حتى أنا يخيّل لي أني تغيرت ..
سعيدة أنا يا أمي لأنني كبرت .اليوم أرتدي اللبس الأزرق الذي كان حلما .
كم كنت أقرأ الكثيرٓ من القصص كم كنت آكل الكثير واقفز كثيرا
كنت أفعل كلٓ هذا لكي أكبرٓ.. وكبرت.
أنظر إليّ في المرآة، كان اللبسُ الأزرق يليق بي .
اجتاحتني كلماتُ والدي هيّا بنا يا أبنائي ..
ركضتُ كقزٍم لا يدري ما ينتظره .
وصلنا المدرسة ..بعد أن وقعنا في ازدحام الشارع,
دخلت المدرسة.
تبدو كبيرة .هي كذلك كما تبدو .
.. لونُها كئيب و جدرانها متشققة..ضِعت في ممراتها وأنا أبحث عن فصلي الجديد .ماذا يُكلف لو تمّ وضعُ قصاصات ورقية ترشد للمكان.
على أي حال وجدته.
كان كبيراً مطليا بصبغ زيتي ومقسما لسِتّ مجموعات .لم أجد مكاناً في الأمام حينها اضطررت أن أجلس في الخلف على غير عادتي. وضعت حقيبتي وخرجت إلى ساحة المدرسة حيث ستقام مراسيم الصباح ،نشوة الصباح تسري فيّ. .
وبدأ الطابور الصباحي ..
وألقت مديرةُ المدرسة كلمتٓها .
كنت أظنُّ أن حفاوةٓ الترحيب بنا ستكون أرقى من هذا .بعدها
دخلت مربية الصف وبدأٓتْ بالسلام والتعريف بنفسها
و طلبت منا إحضار الكتب .
كُلٌ أخذ حصته من الكتب .
كنت أعيد حسابها مراراً.
كتاب التربية الإسلامية الفصل الأول والثاني ،كتاب الدراسات الاجتماعية الفصل الأول والثاني . وكتاب العلوم والرياضيات، كتاب اللغة العربية الفصل الأول والثاني كتب اللغة الانجليزية الأربعة لفصلين ..
أَعُد في عقلي وأفرد أصابعي خشية أن ينقصني كتاب.
إنها إثنا عشر كتاباً دون شك ..
بدأ الجميع بإدخال كتبهم إلا أنا
ما زلت أرمقها تارة وأفكر تارة( أندرسها كلٓها هذه السنة ) قالت المعلمة : أنتم محظوظون لحصولكم على جميع الكتب.
ابتسمت فنحن محظوظون لامتلاكنا جميع الكتب في اليوم الأول ..بعدها ذهبت إلى المقصف .
وعُدت بخفيّ حُنين .
بدأت الحصة الرابعة وأنا جائعة .
الجميل في اليوم أنّ الانصرافٓ سيكون مبكراً ..
انطوى أولُ يوم الدراسي وحملنا حقائبٓنا الثقيلةٓ .
أمضي وكلمات المعلمة عالقة في ذهني، نعم نحن محظوظون عندما نحمل هذه الحقيبةٓ على ظهرنا الواهن.الحافلة كانت ممتلئة جداً ..
لا تتسع إلا لقدمين.
وفي الواقع لم يبقٓ إلا أنا.
حُجِزت كراسيّ الحافلة بينما أنا كنت أبحث عن وجه يرشدني إلى حافلتي.
لم أرٓ إلا يدا تلوّح لي من بعيد.
اندهشت من وضع الحافلة الممتلئة ركبت على أي حال .
وقفت خلف الباب أتكئُ على كتفٓيّ المنهكتين .
وقفٓتِ الحافلةُ ونزلتِ الفتيات ..
كنت محظوظة لأنّ منزلنا قريب.
كنت أحمد الله أن بيتنا لم يكن بجانب بيت ابنة خالتي الذي يبعد عدة كيلومترات .ومرت الأيام العجاف .
كنت أخرج مبكراً لأحظى بكرسي في الحافلة ولم أحظٓ . أسابق المعلمةٓ في الخروج مسرعة لكي أحظى بكرسي
ولم أحظٓ .
بقيت سنتين في جماعة الإذاعة ، أمنيتي أن أقدّمٓ إذاعة مختلفة عن العادة، ولكنني لم أحظٓ .وفي السنتين الأخريتين شاركت في النشاط الأدبي ، كنت أحب الكتابة ، ولكنّ معلمةٓ النشاط رمتْ بأوراقي على الطاولة مشيرة بأنني لا أصلح أن أكون كاتبة .
وفي آخر سنتين اعتزلتُ الأنشطة لأنني لا أصلح لشيء ، ليس بإمكاني أن أقدمٓ إذاعة صباحية ولا كتابة قصة .
ولكنني ما زلت مناضلة .لا زلت بخير .ولازلت أشرب الشاي و أكتب القصصٓ ، ولا زلت أبدع وأزهر. وشكرا لمن قتل روحي المبدعة خمس سنوات من طفولتي ومراهقتي، وسبحان الذي أحياها بعد موتها.
تعليقات
إرسال تعليق