إِكتئابْْْ..

‏أنْ تكون مُكتئِباً فَـ هَذا لا يعني أنْ تنعزِل ، ربما إكتئابك أشَد قَسوة مِما تَتخيل ، ذلك الإكتئاب الذي يجعلك تُمارِس حياتك بشكل طبيعي ، تنهض مِن فراشك بِلا رَغبة حَقيقية في النُهوض لكنك مُجبَر علىَ مُواصلة عَملك لأنَّك لا تملك إلّا أسباب تافهة بالنسبة للبَعض تَخجل الجهر بها .
‏تأكُل وأنت فاقِد تمامًا للشَهيّة وللمَذاق فَلا فرق بَين البصل وقطعة الحَلوىَ ، تجلس مع النَّاس لتتجَنَّب سؤالهم عن غيابك لأنَّك مُجبَر علىَ أنْ تكون طبيعيًا , في وادٍ آخر أنت بأفكارك وإضطراباتك ومَخاوِفك رُغم أنَّك تجلس مَعهم إلّا أنَّك بعيد كُلّ البُعد عنهم..
‏تراهم يضحكون فتضحك معهم ،دون أن تعرف سبب هذا الهرج والضحك لكنك تضحك ،تأخرت القهوة قليلاً فلن تنفعل ربما لم تطلبها من الأساس ،حققت إنجاز هام في حياتك لا يهم ف مهما طال سيأتي شئ يحطمه ويهزمه،هذا قد وعدك بالبقاء تقول لنفسك كم سيكون رائع لو كنا التقينا قبل تشبع قلبي بالحزن والتعاسة

‏تُواصِل القيام بِمَهامك الطبيعيّة كإنسان طبيعيّ مُسالِم لا يُريد أنْ يؤذي أحد او يتأذّىَ بِأحد ، ثُمَّ يأتي الظلام فينخلع وشاح ثباتك وتهزمك موسيقىَ جديدة أو مُقتَبس حزين لكاتب يشعُر بما تشعُر ، تقتلك الذِكريات ويُحَرِّضك الأنين علىَ الصُراخ لكِنّك لا تستطيع الصُراخ..

‏لا تملك سبب قوي تُخبِر أهلك بِه إنْ استيقظوا على صُراخك ، لا تملك إلّا الإعتذار حَتّى عن أفعال وكوارِث لم ترتكبها ، الشَفقة اِتّجاة نَفسك ، مسكين كيف تَتحَمَّل كُلّ هذا ف الخَفاء ، تُواصِل التأمُّل والتَفكير نحو اللا شَيء ، اللا شَيء مُتعِب جِدًا ياصديقي..

تعليقات

  1. وابلٌ من الإبداع تجسّد هنا 👏🏻❤
    فلتستمري يا جملية ، اتوق لقراءة المزيد ❤🎶

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اللغة ذاكرة الشعوب .

سؤدة الموبوئين ~

الجزء الثالث من رواية " أنا مريم"